نيويورك تايمز—الشرق الأوسط—الشاهد التونسي
الخبر:
أجرت صحيفة "نيويورك تايمز" حوارا مع المسمى "عبد الملك دروكدال" (المكنى أيضا "أبو مصعب عبد الودود") و الذي يعرف بأنه "أمير تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" (المتمركز في الجزائر) و نشرته في عددها ليوم 1 جويلية الجاري (أنظر الحوار على هذا الرابط، و أنظر تقريرا حول هذا التنظيم على هذا الرابط). و قد نشرت صحيفة "الشرق الأوسط" في عددها اليوم 2 جويلية تعريبا للحوار (أنظر التعريب على هذا الرابط). و من أبرز ما جاء في الحوار رد "دروكدال" عن سؤال الصحيفة الأمريكية: "من أين يأتي مقاتلوكم؟" و كان جوابه ما يلي (نقلا عن النسخة المعربة): "النسبة الكبيرة من الجزائر، وهناك عدد لا بأس به من الإخوة الموريتانيين والإخوة الليبيين والمغاربة والتونسيين والماليين والنيجيريين". و في سؤال آخر عن "أعظم إنجازات و إخفاقات" التنظيم يقول "دروكدال": "نحن استطعنا ان ننقل جهادنا من القطرية الى الاقليمية، وان نوسع نشاطنا الى الدول المغاربية والساحل الافريقي، وان نساهم في صحوة جهادية اقليمية. واستطاع المجاهدون عبر تضحياتهم ودمائهم ان يحافظوا على الجذوة الجهادية ويحملوا الراية جيلا بعد جيل، ويحيوا الفريضة الغائبة في قلوب المسلمين. فنحن اليوم تتدفق علينا الطلبات من مسلمين يريدون ان ينفذوا عمليات استشهادية. وفي موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس نرى شبابا ومسلمين يؤيدون قضيتنا ومستعدين للتضحية بأنفسهم وأموالهم في سبيل نصرة الاسلام، هذا ما نعتبره من أكبر انجازاتنا".
تعليق "الشاهد التونسي":
- تجدر الإشارة إلى أن هذا الحوار (الذي تم من خلال الرد صوتيا على أسئلة مكتوبة) يعد أبرز ظهور إعلامي لهذا التنظيم في وسيلة إعلام غربية و هو ما يفسر ترافقه مع صور "نادرة" لـ"دروكدال" تم إلتقاطها على ما يبدو خصيصا لصالح "نيويورك تايمز" (أنظر هذا الرابط مثلا). و لذلك من المرجح أن هذا التنظيم يتعامل مع هذا الحوار على أنه ضربة دعائية للترويج لأهدافه و صورته عبر العالم و خاصة في المنطقة. يأتي ذلك في ظل حملة التنديد الواسعة داخل الجزائر و خارجها ضد العمليات التي يقوم بها هذا التنظيم و التي وصفت بـ"الإرهابية" بفعل سقوط عدد كبير من المدنيين فيها. و هو ما انعكس على التغطية الصحفية في بعض الصحف الجزائرية الصادرة اليوم و التي نبهت من رغبة هذا التنظيم "تبييض" صورته أمام العالم (مثل مانشيت عدد اليوم من صحيفة "الشروق اليومي" على هذا الرابط). من هذه الزاوية فإن "المعطيات" الواردة فيه على لسان زعيم التنظيم يجب أن تخضع للتدقيق و الحذر على أساس أنها من الممكن أن تكون "معطيات" دعائية لا تعكس بالضرورة الواقع. و يشمل ذلك "المعطيات" الخاصة بتونس.
- من جهة أخرى تجدر الإشارة إلى أن هناك عددا من القضايا المعروضة على المحاكم التونسية و الجزائرية التي تشير إلى "إنضمام" (أو "محاولات إنضمام" في بعض الإحيان) لشبان تونسيين إلى هذا التنظيم عبر الالتحاق بمراكزه في الجزائر. من بين آخر هذه القضايا ما ورد في صحيفة "الشروق اليومي" مثلا في عدد يوم 5 ماي الماضي (أنظر هذا الرابط) و الذي يشير إلى القبض على عدد من الشبان التونسيين الذين "استعملوا جوازات سفر مزورة" لدخول الجزائر عبر الشعاب الجبلية الشمالية المحاذية للحدود التونسية و كذلك "تدربهم على صنع القنابل" عند دخولهم الجزائر. و توجد قضايا مماثلة لعناصر مغربية و موريتانية متهمة بإقامة علاقات مع التنظيم في أحدها تم القبض على تونسي في خلية إتهمت بعلاقتها بهذا التنظيم في المغرب (أنظر الخبر المتصل بمحاكمة يوم 26 جانفي 2007 على هذا الرابط). لكن تجدر الإشارة من جهة أخرى إلى أن بعض هذه المحاكمات المتعلقة بـ"الارهاب" تتعرض إلى انتقادات من قبل بعض المنظمات الحقوقية تشكك في صدقية التحقيقات التي سبقتها و سيرها الأمر الذي تنفيه بشدة المصادر الحكومية (أنظر مثلا آخر الأمثلة على ذلك على هذا الرابط).
- كذلك من الضروري الإشارة إلى أن هذا الحوار يتزامن مع تصاعد النشاط الإعلامي و الميداني للقيادة المستحدثة الخاصة بالعمليات العسكرية في إفريقيا التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية ("أفريكوم") و التي تعمل على تعزيز تواجدها في المنطقة في ظل التأكيد المتواصل من قبل قائدها الجنرال ويليام وارد على أن "القاعدة خطر حقيقي" في إفريقيا (أنظر آخر التغطيات الصحفية لهذا الموضوع في تقرير نشر في صحيفة "الحياة" يوم 28 جوان الجاري على هذا الرابط).
- أخيرا يتساءل "الشاهد التونسي" إن كانت وسائل الإعلام التونسية خاصة تلك "المستقلة" ستغطي هذا الخبر مثلما فعلت الصحف الجزائرية؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق