صحف—وكالات—الشاهد التونسي
الخبر:
نشرت بالأمس (يوم 18 جوان) وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات)، وكالة الأنباء الرسمية للجمهورية التونسية، كخبر رئيسي (في صدارة أخبارها) نشاطا متعلقا برئاسة الجمهورية تضمن العنوان التالي: "ارتياح للحركية التي تشهدها العلاقات التونسية الليبية" و تضمن نص التقرير فيما تضمن الجملة التالية: "و أبلغه رسالة مودة و تقدير من الرئيس زين العابدين بن علي" (و رسالة بنفس المعنى في الإتجاه الآخر). في حين وردت نفس الصيغة في النسخة الفرنسية للوكالة.
و قد كان الخبر الرئيسي في عدد اليوم (19 جوان) من صحيفة "الصحافة" المملوكة من الدولة نشاطا متعلقا برئاسة الجمهورية حسب الصيغة التالية: "رسالة مودة و تقدير من الرئيس زين العابدين بن علي إلى القائد معمر القذافي". في حين وردت نفس الصيغة في النسخة الفرنسية للجريدة، صحيفة "لابراس".
و كان الخبر الرئيسي في عدد اليوم من صحيفة "الحرية" الناطقة باسم الحزب الحاكم "التجمع الدستوري الديمقراطي" نشاطا متعلقا برئاسة الجمهورية حسب الصيغة التالية: "رسالة مودة و تقدير من الرئيس زين العابدين بن علي إلى القائد معمر القذافي". في حين وردت نفس الصيغة في النسخة الفرنسية للجريدة، صحيفة "لورونوفو".
و كان الخبر الرئيسي في عدد اليوم من صحيفة "الشروق" و هي يومية "مستقلة" نشاطا متعلقا برئاسة الجمهورية حسب الصيغة التالية: "رسالة مودة و تقدير للرئيس بن علي من القائد معمر القذافي". في حين وردت نفس الصيغة في النسخة الفرنسية للجريدة، صحيفة "لوكوتيديان".
في حين كان الخبر الرئيسي في عدد اليوم من صحيفة "الصباح" و هي يومية "مستقلة" متباين بين النسخ الورقية و الالكترونية في النسختين العربية و الفرنسية ("لوطون"). كان الخبر الرئيسي في النسخة الورقية العربية لـ"الصباح" خبرين الأول تحقيق ميداني عن موسم الحصاد في باجة و الثاني تحقيق عن ندوة نظمها مقر جامعة الدول العربية حول الإتحاد المتوسطي. في حين كانت النسخة الإلكترونية تتضمن خبرا عن حوادث المرور كان الخبر الرئيسي الثاني الصادر في (وات) يوم 18 جوان في حين كان الخبر الثاني التحقيق الميداني حول الحصاد. في المقابل كان الخبر الرئيسي في النسخة الورقية من صحيفة "لوطون" تحقيقا يتساءل عن "اهتراء القدرة الشرائية" و تضمنت النسخة الالكترونية خبرين كلمة رئيس الجمهورية في لقاء دول الساحل و الصحراء في كوتونو نقلا عن (وات) و هي الكلمة التي وردت في تقارير الوكالة الرسمية يوم 18 جوان (و كان خبر الرسالة المتبادلة بين القيادتين التونسية و الليبية في إطار هذا اللقاء). في حين كان الخبر الثاني متعلقا بتقرير (وات) حول حوادث المرور.
أخيرا و في عرضها اليومي لما جاء في الصحف التونسية اليوم 19 جوان ("اهتمامات الصحف التونسية") ذكرت (وات) ما يلي: "رسالة التقدير و المودة التي وجهها الرئيس زين العابدين بن علي إلى القائد معمر القذافي و التي تجسم مسيرة العلاقات المتميزة التي تجمع تونس و ليبيا تلك أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الأولى لليوميات التونسية الصادرة يوم الخميس 19 جوان".
ملاحظات "الشاهد التونسي":
-تبدو الملاحظة الأولى بديهية و هي أن الخبر الرئيسي (المانشيت) في الصحف التونسية (باستثناء صحف دار الصباح) بمختلف وضعياتها ("العمومية" أو "الحزبية الحكومية" أو "المستقلة") ليوم 19 جوان مأخوذ نصا و من دون أي تحوير أو إضافة عن نص تقرير (وات) كان ورد بالأمس أي يوم 18 جوان. في حين كانت بعض الأخبار الرئيسية لصحف دار الصباح منقولة عن أخبار رئيسية أخرى وردت في (وات) يوم 18 جوان. يجب أن نضيف أن نفس التكرار سيحدث اليوم في أخبار مختلف وسائل الإعلام السمعية و البصرية المحلية و خاصة في نشرة أخبار الساعة الثامنة على قناة "تونس 7" و نشرات الأخبار الرئيسية في "الإذاعة الوطنية". و هذه حالة أضحت معروفة و بارزة للعيان و كان رئيس الجمهورية نفسه قد تعرض لها في جلسة مشهورة أواخر التسعينات مع مديري الصحف التونسية.
-لا يستطيع "الشاهد التونسي" التعليق على مضمون الخبر خاصة أنه لا يوجد في تقرير (وات) ما يكفي من المعطيات لفهم المضمون السياسي للرسالة و الذي ربما يتجاوز الحديث عن العلاقات الثنائية القوية بين البلدين. و في الحقيقة فإنه من الطبيعي أن لا يتم الكشف عن مضمون رسائل متبادلة بين رئيسي دولة عدى العبارات العامة المطمئنة و التي تؤكد بالصيغ الديبلوماسية المعهودة متانة علاقات الدولتين. و إذا كان الاقتصار على هذه الصيغ متوقعا بالنسبة لوكالة الأنباء الرسمية فإن تغطية الخبر عبر النقل الحرفي من قبل بقية الصحف خاصة منها "المستقلة" لا يعكس تعاملا مهنيا إذ لا يقوم حتى بوضع الرسالة في إطارها السياسي الراهن و المتمثل خاصة في تداعيات القمة العربية المنعقدة في طرابلس يوم 10 جوان الجاري و التي كان موضوعها الرئيسي موضوعا خلافيا أي مسألة الانضمام للإتحاد المتوسطي. كما أن إفتتاحيات هذه الصحف و التي من المفترض أن تتناول الخبر الرئيسي الوارد أعلى صفحتها لم يتناول بالتحليل هذا الموضوع من زاوية علاقته بمختلف المسائل الراهنة و على وجه الخصوص موضوع الإتحاد المتوسطي.
و يجدر بالذكر أن وكالة قدس برس (وكالة دولية للأنباء مملوكة من فلسطينيين) نقلت في تقرير بتاريخ 14 جوان الجاري ما يمكن أن يشير إلى وجود "تحفظ على الإدلاء بتصريحات" من قبل الطرف الرسمي التونسي و "صمتا" إعلاميا تونسيا حول مضمون القمة (أنظر هذا الرابط للإطلاع على تقرير وكالة قدس برس، و هذا الرابط لنفس التقرير على موقع "زوى"). و من المرجح أنه قد حصلت خلافات بين الأطراف المشاركة في قمة طرابلس (و التي لم يصدر عنها بيان ختامي) إثر تصريح القيادات الليبية و الجزائرية و السورية رفضها لفكرة "الاتحاد المتوسطي" لأسباب لوجستية و سياسية بما في ذلك موضوع إنضمام إسرائيل للإتحاد. و كان الرئيس الفرنسي قد استبق قمة طرابلس و خاصة أخبار رفض بعض الدول العربية لانضمام إسرائيل بالتصريح بأن القيادات المصرية و التونسية و المغربية "لم يقولوا أن وجود إسرائيل يمثل مشكلة" و "أن المشكلة في مسيرة أنابوليس التي يبدو أنها تباطئت" (أنظر على هذا الرابط في صحيفة السفير اللبنانية توليفا لهذا الخبر من خلال تقارير ثلاث وكالات أنباء دولية). من الضروري الإشارة كذلك إلى أن وسائل الإعلام المصرية و المغربية و الجزائرية تحدثت على مدى الأيام الفارطة عن الخلافات القائمة بين الأطراف العربية في علاقة بالإتحاد المتوسطي (أنظر على سبيل الثمال: تقرير عن الموقف الليبي في قمة طرابلس في صحيفة "المصري اليوم" المستقلة على هذا الرابط. عرضا لوكالة "فارنس براس" لمقالات في الصحف الجزائرية تتعرض للموقف الجزائري الرافض لوجود إسرائيل في الإتحاد المتوسطي على هذا الرابط. و تقريرا في الصحيفة الإلكترونية المغربية "هسبريس" نقل عن تقرير لوكالة "قدس برس" عن موقف وزير مغربي سابق من دور الخلاف المغربي الجزائري حول موضوع الصحراء في محادثات الاتحاد المتوسطي على هذا الرابط). و في هذا الإطار يسجل "الشاهد التونسي" أن تغطية جريدة "الصباح" للندوة التي أقامتها جامعة الدول العربية في تونس (خاصة لتضمنها مواقف متباينة، أنظر التقرير على هذا الرابط) و إبراز هذه التغطية في النسخة الورقية محاولة للمساهمة في الإعلام عن النقاش الدائر في موضوع الاتحاد المتوسطي.
هناك تعليقان (2):
Mela hay loumour ilok mechia bien fi tounis...
7amdoullah!!
الخبر رئيسي دوما خبر رئاسي :)
إرسال تعليق